-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

‭ ‬الجزائريون أدرى بالجمرة‮!‬

جمال لعلامي
  • 1530
  • 2
‭ ‬الجزائريون أدرى بالجمرة‮!‬

انتفاضة منطقة القبائل ضد الإرهاب وقتلة الرعية الفرنسي‮ ‬إيرفي‮ ‬غوردال،‮ ‬وانتفاضة المغتربين الجزائريين بفرنسا،‮ ‬وتحرّك مسجد باريس‮.. ‬فيه الكثير من الدلالات،‮ ‬التي‮ ‬يجب عدم القفز أو التعتيم عليها،‮ ‬أو تتفيهها بجرّة قلم أو بتحليل سطحي‮ ‬وأحمق‮!‬

ليس هناك أيّ‮ ‬شكّ‮ ‬في‮ ‬أن كلّ‮ ‬الجزائريين‮ ‬يرفضون العودة إلى سنوات الرعب والقلق والشك‮. ‬وليس هناك أيضا أدنى شكّ‮ ‬في‮ ‬أن سنوات‮ “‬المأساة الوطنية‮”‬،‮ ‬كانت تجربة مريرة،‮ ‬يكره كلّ‮ ‬من عاشها و”تعايش‮” ‬معها اضطراريا،‮ ‬مجرّد التذكير بها،‮ ‬لكن ذكّر لعلّ‮ ‬الذكرى تنفع المؤمنين‮.‬

صرخة الرجل الواحد،‮ ‬والحنجرة الواحدة،‮ ‬التي‮ ‬تردّدت على ألسنة المواطنين البسطاء،‮ ‬فيها معنى واحد‮: ‬ضد الإرهاب،‮ ‬ضد العنف،‮ ‬ضد التطرّف،‮ ‬ضدّ‮ ‬الخوف،‮ ‬ضدّ‮ ‬الغلوّ،‮ ‬ضد التكفير،‮ ‬ضدّ‮ ‬الفتاوى المستوردة،‮ ‬ضد استباحة دماء المسلمين والآمنين والمؤمّنين في‮ ‬حياتهم‮.‬

بالمقابل،‮ ‬فإن هذه الأصوات التي‮ ‬صرخت في‮ ‬مختلف المناطق،‮ ‬جهرا أو سرّا،‮ ‬جدّدت وقوفها من دون شرط ولا مغالاة،‮ ‬مع السلم،‮ ‬مع الأمن،‮ ‬مع السلام والأمان،‮ ‬مع الطمأنينة،‮ ‬مع الوئام والمصالحة‮.‬

لقد أعاد الفيديو الهمجي‮ ‬الذي‮ ‬بثته كمشة تطلق على نفسها اسم‮ “‬جـُند الخلافة‮”‬،‮ ‬الذاكرة الفردية والجماعية إلى سنوات أبكت عامة الجزائريين ومازالت تبكيهم إلى اليوم كلما نبشوا في‮ ‬جراح الضحايا والثكالى واليتامى والمشرّدين والمعطوبين والمهجّرين من قراهم والمهددين في‮ ‬أرزاقهم وأعناقهم وأبنائهم ومالهم،‮ ‬من طرف جماعات إرهابية عاثت في‮ ‬الأرض فسادا‮!‬

لقد حذر الجزائريون من تطور الأحداث في‮ ‬بعض البلدان العربية،‮ ‬وتحول‮ “‬الغضب‮” ‬الذي‮ ‬كان مشروعا في‮ ‬بدايته،‮ ‬إلى اقتتال بين الأشقاء الفرقاء،‮ ‬وإلى‮ ‬غوّاصة‮ ‬يركبها منتهزو الفرص والقناصون ومحترفو صبّ‮ ‬البنزين على النار،‮ ‬بهدف تفكيك تلك البلدان المستهدفة وضرب أمن شعوبها وتقويض سيادتها وتوازنها وقدرتها على صناعة قراراتها‮!‬

من حقّ‮ ‬المتشائمين والمشككين،‮ ‬أن‮ ‬يرسموا علامات الاستفهام والتعجب والاستغراب،‮ ‬أمام هذا التسونامي‮ ‬الغريب الذي‮ ‬يضرب منذ أكثر من سنتين،‮ ‬كلا من سوريا الشقيقة،‮ ‬والجارة ليبيا الصديقة،‮ ‬ويستهدف بلدانا أخرى لا تقلّ‮ ‬أهمية من حيث الوزن والتأثير والقرابة،‮ ‬مثلما هو حاصل أو‮ ‬يُراد له أن‮ ‬يحصل في‮ ‬مالي‮ ‬وتونس ومصر‮!‬

ليس بالعاطفة والحسابات الضيقة والتهوّر والغوغائية والنرجسية و”التغنانت‮”‬،‮ ‬تـُعالج مثل هذه الأزمات العاصفة،‮ ‬وتسوّى أسبابها ومبرّراتها،‮ ‬وليس بإغماض الأعين كذلك وبغرس الرؤوس في‮ ‬الرمال،‮ ‬أو بضرب الريح بالعصا،‮ ‬تتوقف آلة الدمار التي‮ ‬تحركت ولم تجد من‮ ‬يوقفها إلى حدّ‮ ‬الآن‮! ‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • جزااااااااااائررررية حقة

    الله يحفظ بلدان المسلمين

  • بدون اسم

    الإرهاب يا مشعوذ خرج من رحم نظام التفرقة و المذابح الذي فرخه و مس كل العالم فلا تبك بدموع التمساح فقادة الجماعات الإرهابية كلها عناصر جزائرية