-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأدلة الشّرعية على صوم رمضان

خير الدين هني
  • 327
  • 0
الأدلة الشّرعية على صوم رمضان

الأدلة الشّرعية التي استدل بها الجمهور على فرض صوم رمضان كثيرة، منها قوله تعالى: ((كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ)) (البقرة: 183)، وقوله تعالى: ((فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)) (البقرة: 185)، والحديث الصحيح: “بني الإسلام على خمس” منها: صوم رمضان، وحديث الأعرابي السائل عن شرائع الدين، قال: هل عليَّ غيره؟ أي: صوم رمضان، قال في الحديث لا، إلا أن تطوّع شيئا.

وللصوم أحكام مفصلة في علم فروع الفقه، منها فرائض الصوم وأركانه، وشروطه ومبطلاته ومستحباته ومكروهاته، وأحكام الفطر والأعذار الشرعية المبيحة للفطر، ومواقيت الصوم لدخول الشهر وخروجه، ووقت الإمساك، والتسحر والإفطار والقضاء، والأداء وغير ذلك.

ما يدلّ على القيمة الاعتبارية، لفريضة الصوم وليس على استحبابه أو الاختيار في صيامه، كما أصبح يُردَّد في وسائل الإعلام المرئية في حصص متلفزة موجهة للشباب، لإفساد دينهم وعقائدهم من قبل مارقين عن الدين، والغريب في الأمر أن أحد هؤلاء المارقين يتبجح في مروقه بأنه متخصص في علوم الشريعة، ليغالط الناس ويدلس عليهم، وأنا أعرف هذا المخلوق الخارج عن الدين معرفة جيدة، وهو طالب شهرة على حساب الدين ليس إلا، وزاده مروقا وبطرا أن الإعلام يقدمه “باحثا” في العلوم الشرعية، وهو على شاكلة مارقة العصر، ممن زين لهم الشيطان سوء أعمالهم، وقبيح أفعالهم، وسيشاركهم في جرم المروق من يقدمهم ويضخمهم، من أجل رفع نسبة المشاهدة في قنواتهم، وهم شركاء في الجرم وإثم الخروج عن الدين والترويج لذلك.

كان أبو البشرية سيدنا آدم عليه السلام، أول من أدى فريضة الصيام على المشهور من الأقوال، فكان يصوم الأيام البيض من كل شهر.. وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: “كان قوم النبي موسى يصومون عاشوراء من كل سنة”، فكانوا يتقربون إلى الله بصوم هذا اليوم، لأن الله -تعالى- انقضهم من الغرق فيه، ولذلك كانوا يحتفلون بعاشوراء صوما وتعظيما عند هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم إلى المدينة-، وكان العرب الوثنيون لهم عاداتهم وطقوسهم الوثنية في الاحتفال بأعيادهم وأيامهم، في كل العصور يتمسكون بعبادة الصالحين والقديسين، ويتقربون إليهم بالعبادة وحتى بالصوم إليهم، قال تعالى: ((وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا)) (نوح: 33)، قيل بأنهم كانوا صالحين اتخذهم أقوامهم آلهة يعبدونهم، وعلى نحو ما كان يحتفل به اليهود في المدينة، حين هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم–، فقد روى الشيخان عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة، فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟» قالوا: هذا يوم صالح نجّى الله فيه موسى وبنى إسرائيل من عدوهم، فصامه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: صوموه أنتم، وفي رواية: كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء، يتخذونه عيداً، ويُلبسون نساءهم فيه حُليهم وشارتهم –أي: الزينات- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فصوموه أنتم”.

وكان النبي -عليه الصّلاة والسّلام- يريد أن يجعل للمسلمين خواصَّ في الملبس والمأكل والمشرب والمظهر، يتميزون بها عن غيرهم من المشركين والوثنيين واليهود والنصارى، فلما تميزوا سادوا الدنيا وحكموا العالم القديم، لما يزيد من ثمانية قرون كاملة، فلما تخلوا عن تميزهم وغيّروا وبدّلوا، أصيبوا بالذلة والمسكنة والصَغار والضَعة والدونية في كل شيء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!