بن نبيّ يعود بعد نصف قرن من الرحيل
في الذكرى الخمسين لوفاة مالك بن نبي، رحمه الله، (31 أكتوبر 1973 – 31 أكتوبر 2023)، تعود مجدّدا أفكاره التي طالما ملأت الدنيا وشغلت الناس، وأثارت الكثير من النقاش في الساحة الثقافية العربية والإسلامية، وكانت موضوعا خصبا للآلاف من أطروحات الماجستير والدكتوراه في الجامعات الوطنية والأجنبية، وآلاف المؤلفات التي كتبت عنها.
وبرغم مرور نصف قرن على وفاته، إلا أنّ مالك بن نبي بقي حيّا بأفكاره العظيمة التي سبقت عصره، باعتراف الكثير من الباحثين والمفكرين، ومنها أفكاره عن الحضارة وكيف أنها تساوي الإنسان والوقت والتراب، والنهضة ومنطلقاتها وركائزها والتحدّيات الجسيمة التي تواجهها وشروط تحقيقها، ونظرته إلى تطوّر الفكر الإنساني عبر الزمن، وانتقاده للكسل الفكري وفوضى الأفكار في العالم الإسلامي، واستشرافه لمستقبل الاقتصاد العالمي، وفكرة قابلية الشعوب الإسلامية للاستعمار، وضرورة تجديد الوظيفة التربوية لبناء “إنسان الحضارة” الذي يسجّل حضوره في التاريخ بين الأمم، وفكرة عالم الأشياء وعالم الأفكار، التي أبدع مالك بن نبي، رحمه الله، في وصفها من خلال الحديث عن الفرق بين الأمة الإسلامية والشعب الياباني، فيشبّه الأمة الإسلامية بالزبون الذي يشتري كل ما يحتاجه من عالم الأشياء، ويشبّه الشعب الياباني بالتلميذ الذي يتعلّم من أستاذه، في عالم الأفكار، لينتج بنفسه ما تحتاجه أمته.
لقد أبدع بن نبي الكثير من الأفكار الثرية التي شغلت – ومازالت- الكثير من الباحثين والمهتمين بتطور الفكر العربي، ومشكلة التخلّف المزمن للعالم الإسلامي، وكيفية الخروج منه والالتحاق بركب الأمم المتقدّمة.
واختلف المفكرون بشأن أفكار مالك بن نبي، إذ أنّ هناك من يرى أنه قد تجاوزها الزمن كالقابلية للاستعمار والكومنويلث الإسلامي، وحتى بن نبي نفسه عجز عن إيجاد حلول لمشكلات عصره، برغم فهمه العميق لها، ولكن بالمقابل، هناك من يدعو إلى تبني أفكاره وإعادة قراءتها قراءة موضوعية عميقة بعيدا عن الانبهار والاجترار والتقديس، حتى يمكن الاستفادة منها كما فعلت أندونيسيا وماليزيا، إذ قاد رئيس وزراء ماليزيا، محمد محاضير، ثم خلفه أنور إبراهيم، خيارات اجتماعية واقتصادية وإستراتيجية من أطروحة بن نبي في مركزية الإنسان، وأهمية العامل الثقافي في التنمية، ودور الروح في تحرير الطاقات البشرية، وفي وضع رؤية تنموية تستحضر الانتماء الحضاري للمجتمع الماليزي، والأمر نفسه ينطبق على التجربة الأندونيسية، وهما التجربتان اللتان أعطتا، بالإضافة إلى التجربة التركية منذ 2002 إلى الآن، ثقلا جديدا للعالم الإسلامي بعد قرون من التخلّف الشامل.
وفي هذا الملف، الذي فتحته “الشروق” لمفكر الحضارة، سنتطرق، عبر سلسلة مقالات بأقلام مرافقيه مختصين في تراثه الزاخر، إلى ما أثارته أفكار بن نبي من جدل كبير في الجزائر والعالم العربي والإسلامي، والدعوات الجديدة إلى إعادة قراءتها، بعد مرور نصف قرن على وفاته، وهي مدة كافية لإعادة تقييم أعماله تقييما موضوعيا هادئا ونقديا، والبحث عن الصيغ المناسبة للاستفادة منها وتطبيق ما بقي صالحا منها، وتوظيفها توظيفا صحيحا يفيد إستراتيجية الأمة في الخروج من التخلّف وتحقيق النمو والتقدّم والإقلاع الحضاري المنشود.
ابنة شقيقة بن نبي في حوار لـ “الشروق”:
ابنة شقيقة بن نبي تروي محطات من حياة مفكر الأمة (الحلقة الأولى)
محمد الهادي الحسني يكتب لـ”الشروق”:
– أبو جرة سلطاني يكتب لـ”الشروق”:
– محمد بوالروايح يكتب لـ”الشروق”:
– محمد جاب الله يكتب لـ”الشروق”:
– بدران بن لحسن يكتب لـ”الشروق”:
– حسان عبد الله حسان يكتب لـ”الشروق”:
مداخل التجديد التربوي العربي في ضوء المشروع الحضاري عند بن نبي
– عبد القادر بوعرفة يكتب لـ”الشروق”:
– محمد سعيد مولاي يكتب لـ”الشروق”:
– د. طه كوزي يكتب لـ”الشروق”:
– أ.د / سرحان بن خميس يكتب لـ”الشروق”: