-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صوم رمضان فرض عَيْنٍ على كل مسلم

خير الدين هني
  • 243
  • 0
صوم رمضان فرض عَيْنٍ على كل مسلم

صوم رمضان المبارك، فرض عين على كل مسلم مكلف مطيق غير مترخّص لدواعٍ عارضة كالمرض والسفر والعجز بسبب كبر السن أو الهرم، أو الحيض والنفاس، وغير ذلك من الاستثناءات الطارئة في شهر رمضان، ويشترط في صومه الإسلام والعقل والبلوغ، فلا يصحّ الصوم من غير المسلم، لأن عمله لا يراد به وجه الله وحده، قال تعالى: ((وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا)) (طه: 112).

قال المفسرون: المراد هو أداء فرائض الله التي فرضها على عباده، لأن الفرائض في مقدمة الأعمال الصالحة لكونها التزام بأمر الله تعالى، بما أوجبه -سبحانه- على عباده المؤمنين، والشرط المعلّق على قبول العمل الصالح في الآية الكريمة، هو الإيمان والتصديق الكامل بما أنزله الله على عباده في القرآن الكريم، وقد أكد الحق -سبحانه- لعباده المؤمنين الصالحين، أنه مُجاز أهل طاعته على طاعتهم بالثواب والمغفرة والدخول إلى الجنة من غير خوف من ظلم الله لهم، فيحمّلهم سيئات غيرهم ويعاقبهم عليها، وَ”لا هَضْمًا” أي: لا يخافون أن يهضمهم حسناتهم، فينقصهم ثوابها، وقد فُرض صوم رمضان في شعبان من السنة الثانية للهجرة، وصام الرسول -صلى الله عليه وسلم- تسع رمضانات إجمالًا، منذ فرضه حتى وفاته -صلى الله عليه وسلم-.

وقد اقتدى الصحابة والتابعون وتابعو التابعين بصوم هذا الشهر خلفا بعد خلف، وألّف الفقهاء تصانيف كثيرة على مرّ العصور، يؤكدون فيها فريضة الصوم ويحددون شروط صومه، والاستثناءات التي يتعرّض فيها المسلم للترخّص للإفطار، بسبب المرض أو السفر أو العجز أو غير ذلك، وسندهم في ذلك ما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيد بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون)) (البقرة: 185).

فصوم شهر رمضان من كل عام، فرض عين بإجماع المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، ويشرع قيام لياليه ولاسيما العشر الأواخر منه، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ببركاتها وخيرها ويمنها، ويُختم الصيام بزكاة الفطر التي يواسي بها المسلمون الموسرون الصائمون إخوانهم الفقراء والمعوزين، ويدخلون الفرحة على قلوبهم في يوم العيد فلا يتكفّفون الناس في هذا اليوم البهيج، الذي شرّعه الله تعالى لعباده، استعاضة عن أعياد اليهود والنصارى والوثنيين من العرب المشركين، لإبطال الاحتفال بالعادات الجاهلية القبيحة، التي تقّدس الحجر والشجر والصالحين من الناس ومظاهر الطبيعة، على نحو ما اتخذوه من عبادة الصالحين والقديسين في العصور القديمة، في عهد نوح وغيره، حيث تمسكوا بعبادتهم والاحتفال بأضرحتهم ومقاماتهم تقرّبا إليهم زلفى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!