-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فتيات يطبخن لأصدقاء "الانستغرام" و"الفايسبوك"

يا لمشبح من برا.. واش أحوالك من داخل؟

الشروق أونلاين
  • 9512
  • 0
يا لمشبح من برا.. واش أحوالك من داخل؟

بلغنا عصرا استحوذ فيه الفايسبوك على جل خصوصياتنا، ووضعنا الانستغرام تحت المجهر بأدق تفاصيل يومياتنا، فما عاد معظمنا يتنقل إلى مكان أو يقوم بنشاط أو حتى يمضغ لقمته دون أن تعلم بها جماهير أصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح هذا الفضاء في غفلة منا بمثابة الواجهة الشفافة المطلة على حياتنا الخاصة تعرض كل ما نقوم به، حتى أن شلة من بنات حواء بتن يستعملنه لجلب متابعة واهتمام الأصدقاء، باستعراض مهاراتهن في الطبخ، من خلال مشاركة صور ما يقمن بإعداده من أطباق وحلويات.

هل يستوي النظر والأكل في درجة المتعة؟

ما عاد رأي الأم أو الجدة حول طبخ ابنتهما وكيفية التحضير يهم جيل الفايسبوك الذي يعتمد الانترنت لتحصيل أشهى الوصفات، فهناك من الأصدقاء من رأيه أهم بحكم اطلاعهم وذوقهم الراقي، وهم كفيلون بمهمة تقييم الطبخة حتى دون تذوقها، حيث يتوقف الأمر على عدد تسجيلات الإعجاب التي تجمعها، وكمية تعليقات المجاملة، بل إن أغلبية المتصلات بالشبكة دأبن على هذه العادة، خاصة في المواسم والأعياد، حيث أصبحن يتفنن في إعداد الأطباق وتزيينها لساعات طوال ليس لإرضاء ذوق العائلة التي يتلهف أفرادها بشوق لتذوق الطعام المعد دون أن يتجرأوا على الاقتراب منه وإفساد تصميمه، وإنما كل ذلك الجهد والوقت لتحظى صاحبة الطبق بصورة تسيل اللعاب وتفتح شهية الأنفس، تسابق اللحظات أيضا كي تنشرها عبر الانستغرام أو الفيسبوك مرفقة بعبارات الافتخار “من إعدادي.. صعب الطبخ ولكنه ممتع.. تفضلوا أصدقائي.. أتحفونا بآرائكم..”، ورغم سلبية الظاهرة، إلا أن السيدة مريم استحسنتها باعتبارها الحافز وراء تعلم ابنتها فن الطبخ مبكرا: “بفضل الانستغرام تعلمت ابنتي ذات 16 سنة إعداد أطباق وحلويات تقليدية حتى أنا لا أتقنها، فمنذ حوالي السنة بدأت تجلب الوصفات.. تجربها وتزينها بعناية فائقة بمتعة أكبر لديها من متعة الأكل، لأنها ستتقاسمها مع الأصدقاء..”، هذا فيما أثبتت دراسة حديثة أجرتها جامعة سانت بونافنتورا أن تصوير الطعام والنظر إليه من شأنه أن يضعك في نفس المزاج الجيد عند أكله، لكن وبالعودة إلى الواقع فجواب الكثيرين أن رؤية صورة على الشبكة لطبق الشخشوخة مثلا لا يشبه أبدا التهامه ساخنا.

عندما يمحو التظاهر قيمهن النبيلة

لا أحد يعرف كيف انتشرت عادة تصوير الطعام ومشاركته بهذه السرعة، ففي غفلة منا ملأت صور موائدنا مواقع التواصل الاجتماعي، ولبست المرأة الجزائرية على تفاوت أعمارها وفئاتها طباعا ما عرفتها من قبل، حين كانت تتقاسم طبخها مع الجيران، فتتفاخر بتعلمها صنفا جديدا من الحلويات أو اختصاصها في بعض الأطباق، فتحظى بالمدح والتشجيع والجزاء من الله، اليوم وبحكم خضوعنا المطلق لهيمنة التواصل الالكتروني فقدت مجتمعاتنا ومعها بناتنا قيم العطف والجيرة، وبات كل ما يشغلهن تلك المنافسة الشكلية على صفحات الفايسبوك والانستغرام، من تنشر أكبر عدد من الصور التي تعكس نمطا اجتماعيا آخر قد لا يكون ذاك الذي تحياه في الواقع، ومن تجلب مزيدا من الثناء على مهارتها، فأنساها الإعجاب بصور ولائم الطعام ومراعاة المحتاج ومحدود الدخل، وأدخلها باب التباهي والرياء عندما يتعلق الأمر بإكرام الضيف، ومنهن من تحول الأمر لديها إلى هوس، مثل سمية 26 سنة، متزوجة بشاب مغربي يقيمان بإسبانيا، الفتاة لها القدرة على مشاركة ما معدله 6 صور يوميا لأطباق متوسطية، وهي على هذا الحال منذ انتقلت للضفة الأخرى، تقول: “أشعر بأولئك الأصدقاء المحرومين من نعمي، لكن الأمر تحول إلى إدمان متى شعرت بأن ما أقوم به هو شكل من أشكال التواصل بيني وبين أهلي وبلدي، أريد أن يعرف كل من على قائمتي بانتمائي، أريد جوهم في رمضان والعيدين والمولد النبوي الشريف..”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • منى

    الماكلة لازم تنضاق

  • houria

    !!!!!!!!yakhè jyaha yakhè