-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأفارقة عائدون

الشروق أونلاين
  • 2319
  • 0
الأفارقة عائدون

مع أن كل الدول الإفريقية مازالت تعاني من القبلية بأوجهها التي بلغت درجة الإرهاب، إلا أن الخطوات السريعة التي قطعتها هذه القارة في مجالات حياتية مهمة أفرزت دولا عديدة بدأت تنافس وتخرج من تخلفها معتمدة على ثرواتها الطبيعية التي كانت بأيدي الرجل الأبيض ومعتمدة على أبنائها الذين كانوا يباعون في أسواق العبيد المنتشرة في الولايات المتحدة وفي القارة العجوز.

  • العرس الكروي الإفريقي أفرز صورا جميلة لرجل “أسمر” يقدم إبداعات رياضية واقتصادية أوصلته لمنافسة الرجل “الأبيض”، والتعامل مع الجريمة الإرهابية التي تعرض لها وفد الطوغو أبان أن الأفارقة لن يصلوا درجة الشتم ووصف جيرانهم بالحقارة وباللقطاء، حتى وإن أفرز بعض التهوّر من بعض الناس قتلى وجرحى أبرياء، وعندما أنجزت أنغولا منشآتها الرياضية بسواعد أبنائها، فإنما لتقول للعالم بأسره إنها لا تختلف عن الدول الأوربية التي حققت من تنظيمها لمختلف التظاهرات قفزات رياضية واجتماعية وسياحية واقتصادية، والفيدرالية العالمية لكرة القدم لم تخطئ بالتأكيد وهي تمنح تنظيم كأس العالم لكرة القدم للأشبال والأواسط والأكابر في دول إفريقية مختلفة من الشمال إلى وسط إفريقيا وجنوبها، حيث يتنافس البيض مع السود لأجل قيادة العالم رياضيا، مازالت غرونوبل لحد الآن تعتبر نفسها إمبراطورية الثلج منذ أن احتضنت الأولمبياد الشتوي، ومازالت سيول تجتر حلاوة ما جنته من تنظيم المونديال الكروي ومازالت هلسنكي تجني ثمار احتضانها بطولة العالم في ألعاب القوى، وكلها بطولات مرّ على تنظيمها سنوات وعقود، لأجل ذلك فإن جمع عدد كبير من الناس من سواح وإعلاميين ورياضيين هو رسالة للعالم ورسالة لشعب البلد لأجل أن يسترجع ثقته بنفسه، لأن الفوز رياضيا على الرجل الأبيض هو مفتاح الفوز عليه في مجالات أخرى، فعندما فاز أسطورة السباقات السريعة الأمريكي “جيسي والف” منتصف القرن الماضي بذهب الأولمبياء ثار الرجال البيض في أمريكا لأنهم علموا أن فوزه سيوصل “الزنوج” إلى مراتب أعلى، وهو ما تحقق مع الرئيس أوباما، وهو ما سيحصل مع الأفارقة الذين أكدوا للعالم أن الجميع سواسية كأسنان المشط.. ما يؤسفنا أن كل العالم يتنافس لاحتضان البطولات وتخرج الجزائر دائما عن الرواق، وهي التي سبق لها وأن احتضنت العالم ولم يكن قد مرّ على استقلالها إلا بضع سنوات في مؤتمر دول عدم الانحياز وألعاب البحر المتوسط والألعاب الإفريقية  والجزائر ليست أقل شأنا من الأفارقة لاحتضان المونديال وحتى الأولمبياد.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!